Aviation, Airplanes, Airports: News & Reports

أول طائرة ركاب نفاثة تفوق سرعة الصوت منذ طائرة الكونكورد

أعلنت كلًا من الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية في 10 أبريل 2003 بشكلٍ متزامن عن إيقاف طائرة الكونكورد عن العمل تمامًا في وقتٍ لاحق من ذلك العام. وقد استشهدوا بذلك بأعداد الركاب المنخفضة في أعقاب حادث التحطم الشهير الذي وقع في 25 يوليو 2000، والذي نجم عنه انخفاضًا في السفر الجوي، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الصيانة. وقد اعتقد الكثير من الناس آنذاك أن عصر السفر الجوي الذي يفوق سرعة الصوت قد انتهى.

إلا أن ذلك قد يكون على وشك التغيير الآن. بحيث تدعي شركة إيريون سوبرسونك أنها تسير على الطريق الصحيح نحو رؤية أول طائرة ركاب تعبر المحيط الهادي بسرعة تفوق سرعة الصوت عام 2023 – أي بعد 20 عامًا فقط من رحلة الكونكورد الأخيرة.

من هي إيريون؟

شركة إيريون، هي شركة تصنيع طائرات يقع مقرها في رينو بنيفادا. وتدّعي الشركة أنها تقود عودة الرحلات التي تفوق سرعة الصوت، وأنها قد توصلت إلى تقنيات جديدة من شأنها أن تجعل الرحلات التي تفوق سرعة الصوت أمرًا عمليًا وفعالًا. كما وتعمل شركة إيريون الآن مع شركة لوكهيد مارتن وشركة جنرال إلكتريك للطيران لتطوير أول طائرة رجال أعمال في العالم تفوق سرعة الصوت، وهي طائرة AS2.

التفاصيل حول الطائرة الجديدة التي تفوق سرعة الصوت

ستتسع طائرة الركاب النفاثة AS2 إلى 12 شخص. وستكون قادرة على التحليق بسرعة 1.4-1.6 ماخ، ولكن من المتوقع أن تتراجع سرعتها إلى 1.2 ماخ عند تحليقها فوق الأرض، كي تتجنب موجات الاصطدام المتشكلة. إلا أنها لا تزال ستوفر على المسافرين ثلاث ساعات عند عبور المحيط الأطلسي، وما يصل إلى خمس ساعات فوق المحيط الهادئ. وسيبلغ طول الطائرة 51.8 متر، وسيكون ارتفاعها 6.7 متر، وطول جناحيها 18.6 متر. وسيتم تجهيز طائرة AS2 بثلاثة محركات، بحيث ستبلغ قدرة كلًا منها على الأقل 69 كيلوطن.

وتخطط شركة إيريون للقيام بالرحلة الأولى على متن طائرة AS2 في يونيو 2023. وفي شهر أكتوبر من نفس العام، سيكون من المفترض أن تكمل طائرة AS2 بالفعل أول رحلة طيران عبر المحيط الأطلسي. ومن المقرر أن ينتهي المطورين من التصديق على الطائرة الجديدة بحلول نهاية 2025، وبدءًا من 2026 ستبدأ الطائرة الجديدة التي تفوق سرعة الصوت بالقيام برحلاتٍ منتظمة. كما وتخطط شركة إيريون خلال العام الأول من عملية إنتاجها إلى تجهيز 12 طائرة من طراز AS2، وتجهيز 23 طائرة بحلول 2027، أما بحلول عام 2028 فسيتم تجهيز 36 طائرة. وفي المستقبل، تسعى الشركة إلى إنتاج 36 طائرة من طراز AS2 سنويًا حتى عام 2035.

المحركات

قامت شركة جنرال إلكتريك الأمريكية للطيران بتطوير المحرك العنفي المتقارب النفاث كي يتم استخدامه في طائرة AS2 الجديدة. حيث لا تتناسب المحركات التوربينية التقليدية الخاصة بطائرات الركاب الحديثة مع الرحلات التي تفوق سرعة الصوت. وذلك نظرًا إلى كبر مساحة منطقة المروحة، والمروحة نفسها، وخصائص عمل الضاغط، والعديد من الأسباب الأخرى التي تجعل المحركات التقليدية غير قادرة على العمل بشكل موثوق أثناء الرحلات التي تفوق سرعة الصوت. كما وتجمع محطة الطاقة الجديدة المزمعة بين خصائص المحركات التوربينية النفاثة ذات نسبة الالتفافية المتوسطة. فضلًا عن إدراج ابتكارات تقنية أخرى في التصميم، وستكون وحدة الطاقة المتقاربة الجديدة قادرة على توفير رحلات للركاب على ارتفاعات تصل إلى 18.3 ألف متر. وتتوقع شركة جنرال إلكتريك للطيران أن يكون المحرك الجديد جاهزًا بحلول عام 2023.

المستقبل

وعلى المدى الطويل، لا تستبعد شركة إيريون القيام بتصنيع طائراتٍ تجارية صغيرة. كما وسيتم إجراء المزيد من التعديلات على المحرك في الأجيال المقبلة عقب إطلاق طائرة AS2 من أجل طرح طائراتٍ أكبر.
وتسعى العديد من الشركات الأخرى بما في ذلك شركة بوم سوبرسونيك الأمريكية للعودة إلى الرحلات التي تفوق سرعة الصوت بعد توقفٍ طويل. وقد أعلنت الخطوط الجوية اليابانية وشركة بوم العام الماضي عن عقد شراكة لطرح الرحلات التجارية التي تفوق سرعة الصوت للمسافرين. وستقوم الخطوط الجوية اليابانية كشركة طيرانٍ رائدة بموجب هذا الاتفاق بمشاركة المعرفة والخبرات لدعم شركة بوم في تطوير طائرات تحلق بسرعة 2.2 ماخ.
إذن فعلى ما يبدو أن الرحلات التي تفوق سرعة الصوت على وشك العودة مجددًا…