هل ستترك الخطوط الجوية القطرية تحالف ون وورلد وتقوم بإنشاء تحالفها الخاص؟
إن أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، ليس بالشخص الذي يرجع في كلامه. فمنذ أكتوبر 2018، هدد الباكر بمغادرة تحالف ون وورلد، الذي انضمت إليه الخطوط الجوية القطرية عام 2013. وقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية إلى شعوره بالإحباط عقب العداء المبطن من قبل الخطوط الجوية الأمريكية وخطوط كانتاس الجوية. وقد أدان أكبر الباكر، في مؤتمر صحفي بنيويورك، السلوك السلبي للخطوط الجوية الأمريكية، والذي حال دون حصول الخطوط الجوية القطرية عام 2017 على 10٪ من رأسمالها، وأنهى بذلك اتفاقية التشارك مع الخطوط الجوية القطرية على الرغم من قوانين التحالف واتهم شركة الطيران (وكذلك شركات الطيران الخليجية الأخرى) بتلقي الإعانات المالية الحكومية غير العادلة.
وإلى جانب العلاقة بين الخطوط الجوية القطرية وخطوط كانتاس الجوية، فقد بلغ تحالف ون وورلد مستوى أدنى جديد آخر الأسبوع الماضي، بحيث استشهد الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية برسالة أرسلتها الخطوط الجوية الأسترالية الشريكة كانتاس إلى الموظفين، بحيث اتهم خطوط كانتاس الجوية علناً بعدم العمل “بروح” التحالف وذلك من خلال ممارسة الضغوطات على الخطوط الجوية القطرية للحصول على حقوق طيران أكثر في أستراليا.
ووفقًا لما أفادت به وكالة بلومبيرغ، فقد ذكر الباكر في لقاءٍ معه بإسبانيا الأسبوع الماضي: “لا أرى أي سبب يدفعنا للاستمرار بالبقاء جزءًا من تحالف ون وورلد، في حين يرانا الشركاء الآخرين تهديدًا لهم”
كما وصرح الرئيس التنفيذي لخطوط كانتاس الجوية الأسبوع الماضي، آلان جويس، في جريدة جنوب الصين الصباحية: ” في حال قرروا المغادرة، فهل سيكون ذلك لأن الأمور لا تسير على نحوٍ جيدٍ معهم؟ لا ينبغي لأحدٍ أن يكون جزءًا من تحالف يعتقد فيه أن الأمور لا تسير كما ينبغي لها. إذا كانت قطر ترى بأنها ستبلي بشكلٍ أفضل بوجودها خارج تحالف ون وورلد، فإن الأمر متروكٌ لهم.”
تتمتع خطوط كانتاس الجوية بوجود استثماراتٍ مشتركة واسعة النطاق مع طيران الإمارات، والذي يعتبر المنافس اللدود للخطوط القطرية الجوية، وتقوم بتوجيه العديد من ركابها عبر مركز دبي.
وبالتالي، فمن الممكن أن تغادر الخطوط الجوية القطرية التحالف عام 2019، ولكن العديد من الخبراء يعتقدون أن هذه الخطوة يمكن أن يتبعها إنشاء الخطوط الجوية القطرية تحالفها الخاص بها. إليكم السبب:
- تمتلك الخطوط الجوية القطرية 20٪ من المجموعة الدولية لشركات الطيران “IAG”. كما وتعتبر شركة الطيران الأنجلو-إسبانية متعددة الجنسيات سادس أكبر شركة طيران في العالم. وتقوم هذه الشركة بإدارة كل من طيران إير لينجوس، الخطوط الجوية البريطانية، الخطوط الجوية الإيبيرية، خطوط فيولينغ الجوية، الخطوط الجوية النرويجية؛
- تمتلك الخطوط الجوية القطرية 10٪ من خطوط لاتام الجوية، والتي تعتبر أكبر شركة طيران في أمريكا اللاتينية؛
- تمتلك الخطوط الجوية القطرية نسبة 9.6٪ من شركة كاثي باسيفيك، والتي تعتبر عاشر أكبر شركة طيران في العالم من حيث المبيعات، وأكبر شركة دولية للشحن الجوي؛ وقد أشيع منذ فترةٍ طويلة عن رغبة شركة كاثي باسيفيك نفسها، العضو في تحالف ون وورلد، بتركها للتحالف.
- تمتلك الخطوط الجوية القطرية نسبة 49٪ من الخطوط الجوية الإيطالية، والتي تعد ثاني أكبر شركة طيران في إيطاليا والتي من الممكن أن تصبح قريباً أكبر شركة طيران في إيطاليا، وذلك عقب الاستثمارات التي قامت بها الخطوط الجوية القطرية.
ولذلك فإن الخطوط الجوية القطرية لديها كل ما يتطلبه الأمر لإطلاق تحالفها الخاص والذي يمكن أن يكون خيارًا جذابًا للمسافرين من رجال الأعمال.
الخطوط الجوية القطرية ستغادر تحالف ون وورلد في 2019؟
علق كبار المطلعين في هذا المجال على أن هذا التصعيد الأخير قد يكون القشة التي قسمت ظهر البعير، ويقولون إن الخطوط الجوية القطرية قد تغادر تحالف ون وورلد بعد الاجتماع مع شركات الطيران الأعضاء والبالغ عددها 13 شركة خطوط جوية بنيويورك في أوائل شهر ديسمبر.
تقوم الخطوط الجوية القطرية حاليًا بالتحليق بين سيدني وملبورن وكانبيرا وأديلايد وبيرث ومركزها الدوحة، بحيث ترتبط بعدد كبير من الوجهات في أوروبا وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط. وتقدم الخطوط الجوية القطرية، التي حازت درجة رجال الأعمال فيها على العديد من الجوائز، أسعاراً مغرية لوجهات السفر ذات المسافات الطويلة، وخاصة على درجة رجال الأعمال، بأسعارٍ منخفضة تصل إلى 1000 دولار أمريكي لتذكرة العودة بين أوروبا وأستراليا.
يعتبر تحالف ون وورلد، والذي يضم 13 عضوًا أساسيًا، واحدًا من أكبر ثلاث تحالفات شركات الطيران العالمية.