أسفر تحطم الرحلة رقم 302 التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية الأسبوع الماضي عن مقتل جميع الركاب على متن الطائرة والبالغ عددهم 157 راكب بمن فيهم الطيار يارد جيتاشيو ومساعده أحمد نور محمود نور. وفي الوقت الذي تجري فيه التحقيقات حول الأسباب الناجمة عن وقوع الكارثة، فقد اجتمع أصدقاء وزملاء الطاقم الذين سقطوا خلال هذه الحادثة المأساوية في قاعة نقابة الطيارين بأديس أبابا للمشاركة في حفل التأبين. وقد وصف الكثيرون المشهد بالحلم، فربما لا يزال الرعب الحقيقي وويلات الحادث الأليم تطفو على السطح.
معهد تدريبي حسن السمعة
إن كلًا من قائد الطائرة جيتاشيو ومساعده الأول أحمد نور محمد نور قد كانا من طلاب أكاديمية الخطوط الجوية الإثيوبية المرموقة. وقد قام الخبير الاستراتيجي في مجال الخطوط الجوية، نوال تانيجا، بأخذٍ جولةٍ في المدرسة العام الماضي وذكر بأنها رائعةً للغاية. ومما يجدر بالذكر أن هذه المدرسة يلتحق بها 4000 طالب كل عام، والتي تقوم بدورها بتوفير التدريب اللازم لمن يرغبون بالعمل كطيارين أو ميكانيكيين أو ضمن الأطقم الجوية وفريق الإدارة. وسيواصل خريجو الأكاديمية عملهم من خلال الالتحاق بإحدى أسواق الطيران الثلاثة المتمثلة في، الرحلات الطويلة أو الرحلات المحلية أو الرحلات عبر إفريقيا. وتتسم المدرسة بسمعةٍ طيبة للغاية وتقوم بتدريب الطيارين منذ عام 1964. وقد شهدت الخطوط الجوية الإثيوبية توسعًا سريع النطاق على مدار السنوات الأخيرة بدءًا بانتشار محطاتها في جميع أرجاء إفريقيا وحتى زيادة رحلاتها الجوية خارج القارة وإلى وجهات داخل الولايات المتحدة وآسيا. ولا يخفى على أحدٍ أن الخطوط الجوية الإثيوبية ترغب بأن تصبح شركة الطيران الرائدة في إفريقيا وهي تسير بالفعل على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك.
أصغر قائد طائرة لدى الخطوط الجوية الإثيوبية
في التاسعة والعشرون من عمره فقط، تمكن يارد جيتاشيو من أن يصبح أصغر قائد طائرة لدى شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، وعلى الرغم من صغرِ سنه، إلا أنه كان يتمتع بخبرةٍ كبيرة. بحيث كان يعمل لدى شركة الطيران على مدار السنوات العشر الماضية وقد سجل بالفعل ما يزيد عن 8000 ساعة طيران. ومن الرائج أن يبدأ معظم الطيارين تدريبهم في الأكاديمية بعد التحاقهم بالكلية، ولكن جيتاشيو انضم للأكاديمية مباشرة عقب تخرجه من المرحلة الثانوية.
وقع الحادث في الطريق المشؤوم الذي سلكته طائرة بوينج 737 بين أديس أبابا ونيروبي بعد ست دقائق من عند إقلاعها. ولم يكن هذا المسار غريبًا على قائد الطائرة جيتاشيو، بل وأنه كان يستخدم هذا المسار بشكلٍ يومي تقريبًا. هذا وقد تخرج أحمد نور محمد نور من أكاديمية التدريب مؤخرًا، بإجمالي 200 ساعة فقط خلف دفة الطائرة.
حفل تأبيني مثيرٌ للعواطف
لقد عصفت المأساة بشدة بكل من يتدربون ويعملون لدى الخطوط الجوية الإثيوبية. كيف لا وقد فقدوا 7 من زملائهم، وقد اعتلت صورة كلًا منهم منصة حفل التأبين الذي انعقد يوم الاثنين. كما وبادر الأصدقاء والأحبة بالإدلاء ببعض الكلمات وسرد القصص الشخصية.
