يعتبر السفر الجوي الصيني مرتفع طوال الوقت. فهو سوقٌ ضخم، لكن الخطوط الجوية الأمريكية تجد صعوبةً في الاستفادة من هذا الازدهار الكبير. وظاهريًا، قد تعتقد أنه من المنطقي أن يكون هناك المزيد من الرحلات بين الولايات المتحدة والصين للاستفادة من المسافرين الإضافيين. ولكن ما يحدث في الواقع، أن شركات الطيران الأمريكية تقوم بخفض مساراتها وليس زيادتها إلى الصين.
على سبيل المثال، تم إيقاف رحلات خطوط هاواي الجوية من الهونولولو إلى بكين، كما وقامت الخطوط الجوية المتحدة بإيقاف خدماتها من سان فرانسيسكو إلى هانغتشو بالإضافة إلى إيقاف مسار الخطوط الجوية الأمريكية من شيكاغو إلى شنغهاي أيضًا.
ما السبب وراء ذلك؟
لماذا لا تستفيد الولايات المتحدة من المزيد من الأشخاص الراغبين في السفر حول العالم؟ حسنًا، إن ذلك يعود إلى جملةً من العوامل. لقد ذكرت العديد من الخطوط الجوية أن التكاليف الباهظة الحالية للوقود تجعل هذه المسارات غير مربحة. بيد أن شركات الطيران الأمريكية تواجه مشكلةً أخرى، وهي المنافسة الإضافية من شركات الطيران الصينية المدعومة من الحكومة. وبطبيعة الحال فإن شعبية السفر الجوي في الصين ستؤدي إلى التوسع السريع في شركات الطيران الصينية التي تتطلع إلى الاستفادة من هذا الازدهار، وهذا بالضبط ما تفعله، مما يوفر بدوره مجموعةً متزايدة من المسارات الدولية للعملاء الصينين.
إن عدد الزوار الصينيين إلى الولايات المتحدة يفوق بكثير عدد المواطنين الأمريكيين الذين يسافرون إلى الصين. من الواضح أن الصينيين يميلون بشكلٍ أكبر إلى حجز رحلاتهم عبر شركة طيران صينية، بحيث تكون شركة طيران يعرفونها، ويرون إعلاناتها، بدلاً من السفر عبر شركة طيران أمريكية. إننا نميل جميعًا إلى اختيار المسارات المألوفة وإن رحلات الطيران لا تستثنى من هذه القاعدة.
تقوم الصين بالضغط بقوة على مسارات الولايات المتحدة
يشتهر قطاع الطيران بالصعوبة، ولذلك فمن غير المفاجئ أن تقوم شركات الطيران الصينية بكل ما بوسعها لتحقيق أرباح إضافية من ارتفاع الطلب على السفر الجوي. وفي ظل توفر المزيد من المسارات الدولية التي تقدمها شركات الطيران الصينية، فقد شهدت عائدات الركاب على المسارات الخاصة بشركات الطيران الأمريكية انخفاضًا بعد أن كانت تحتكر في السابق بعض المسارات الدولية. إن هذا قطاع تنافسي، وقد عادت شركات الطيران الصينية للعبة، مع ارتفاعٍ في جودة الخدمة للركاب وأسعارٍ منخفضة بسبب الدعم الحكومي الذي تعجز شركات الطيران الأمريكية عن مجاراته.
أتتعرض خطوط الطيران الأمريكية للمعاملة السيئة من قبل السلطات الصينية؟
لقد كان هناك بعض الشكاوى التي اتهمت السلطات الصينية بمنح شركات الطيران الأمريكية أسوأ مواقع هبوط للرحلات الجوية لجعل هذه الرحلات أقل استحسانًا من الجمهور. وسواء أكان هذا الأمر بمحض الصدفة أو من باب النيل من شركات الطيران الأمريكية في الصين أو محاولة لتقليص عددها، فإن هذا الأمر لا يزال موضع نقاش.
