بعد البداية الصعبة التي سلكها هذا العام، تواجه خطوط الطيران توقعاتٍ كئيبة لعام 2020
تسبب فيروس كورونا في غضون بضعة أسابيع فقط في انهيار التحرك الجوي، وزعزعة مستقبل العديد من شركات الطيران الكبرى. كما وأن خطوط الطيران لا تواجه انخفاضًا في الطلب فحسب، بل ويتعين عليها أيضًا أن تتكيف مع قيود السفر العديدة التي تفرضها البلدان حول العالم في أعقاب وباء فيروس كورونا. كما وشكل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول معظم الأجانب من أوروبا لمدة 30 يومًا الضربة الأخيرة. ويتوقع خبراء المجال بأن يكون تأثير وباء كوفيد 19 أسوأ من تأثير أزمة الرهن العقاري التي حدثت في 2008 و11 سبتمبر. وذلك ما دفع العديد من شركات الطيران في الإعلان عن تجميد التوظيف وخفض عدد الوظائف في الوقت الذي يشهد فيه القطاع بالفعل أول ضحية له مع انهيار شركة الطيران البريطانية فلايبي.
الصناعات الدورية
يعتبر مجال الطيران أيضًا أحد أكثر الصناعات الدورية والمتقلبة. كما ويبدي المجال ارتباطًا كبيرًا بالاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد تعرض قطاع الطيران العالمي خلال الركود الأخير في عامي 2008/2009 انخفاضًا كبيرًا في الطلب، وذلك يرجع للانخفاض العام في القوة الشرائية للمسافرين والتي أجبرت بعض شركات الطيران على الانكماش.
ومنذ ذلك الحين وحتى تفشي فيروس كورونا، فقد كان القطاع يتمتع بأداء جيد ومستقر. وفي ديسمبر 2019، توقع اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) أن يزداد إجمالي الإنفاق على النقل الجوي بمعدل 4٪ في عام 2020 ليصل الإنفاق إلى 908 مليارات دولار بعد أن كان يبلغ 873 مليار دولار في عام 2019.
المصدر: اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)
وتشير تقديرات اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) حتى الآن إلى أن الوباء قد يكبد قطاع الطيران ما يصل إلى 113 مليار دولار في عام 2020 بحيث يمثل ذلك نحو 20٪ من إيرادات القطاع المتوقعة.
توقعات قطاع الطيران لعام 2020: سلبية
قامت وكالة موديز للتصنيف العالمي بتخفيض توقعاتها حول قطاع الطيران العالمي من مستقر إلى سلبي.
وصرح كبير المحللين في وكالة موديز، جوناثان روت “إن التوقعات السلبية تعكس الخطر المتزايد المتمثل في الطلب على السفر الجوي مع انتشار فيروس كورونا عالمياً.”
كما وأوضح نائب رئيس وكالة موديز الأول، جوناثان روت، في مقابلةٍ أجراها مع شبكة بلومبيرج أن مستقبل قطاع الطيران كان مستقرًا “لبعض الوقت”، وأن وباء فيروس كورونا كان “أكبر بكثير من حفاظ القطاع على استقراره”. وقد كانت آخر مرة تقوم فيها وكالة موديز بتخفيض تصنيف قطاع الطيران عام 2008، عندما كانت الوكالة قلقة إزاء مخاطر السيولة الكبيرة التي تواجهها شركات الطيران.
وقال جوناثان روث في التقرير: “إن عدم اليقين وسرعة تفشي المرض من شأنهما أن يمارسا الضغوط على أرباح تشغيل شركات الطيران وإدرار الإيرادات النقدية للنصف الأول على الأقل من عام 2020. كما ونتوقع المزيد من التقليص في القدرات الإنتاجية مع تزايد عدد المصابين والدول المتضررة.”
وقد توقعت وكالة موديز قبل تفشي فيروس كورونا أن تبلغ معدلات هامش التشغيل لشركات الطيران 9٪. في حين ترى الآن بأنه سيكون أقل من 5٪ لعام 2020.
ومن الصعب في هذا الوقت التكهن بمدة استمرار تفشي فيروس كورونا، وحجم معدل الإصابة ومقدار الطلب الذي سيتأثر طوال بقية العام. إلا أن وكالة موديز تتوقع أن يظهر تأثير فيروس كورونا غالبًا في النصف الأول من عام 2020.
فريد سيمون
أمضى فريد 10 سنوات في العمل كوكيل سفر في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، قبل أن يعود إلى شغفه بالكتابة. ويقوم فريد حاليًا بكتابة العديد من المنشورات والنشرات الإخبارية المتعلقة بقطاع الطيران والسفر.